تقدير مواقف
تقدير موقف: التوتر الهندي الباكستاني ينجر بهدوء نحو سباق تسلح أقليمي.
تقدير موقف التوتر الهندي الباكستاني ينجر بهدوء نحو سباق تسلح أقليمي.
لا تزال الخلافات الهندية الباكستاني والباعثة على التوتر بين الدولتين قائمة بلا أي تغيير سوى ضبط النفس تارةً، ومواجهة محدودة مع خطورة الإنزلاق تارةً أخرى، ومع الاستثمار الأمريكي في التوتر الثنائي دون المواجهة الكبرى بغية تطويق الصين، تندفع الدولتين نحو مزيد من فرض القوة بالاستعراض أمام بعضهما البعض، وهو مابدأ يتحول بشكل ما إلى نوع جديد من سباق التسلح البيني، بحيث أصبح استعراض الصواريخ وتطويرها جزءاً أساسياً من آليات المواجهة ومحاولات التفوق والإخضاع المقابل، حيث مالبثت أن أعلنت الهند نجاح تجربة صارخ براموس الفوق صوتي بمدى 300كلم المحمول على طائرة سوخوي 30 المعدلة خصياصاً لهذا الغرض، حتى أعلنت باكستان إجراء تجربة ناجحة على صاروخ باليستي (شاهين-2) قادر على حمل رأس نووي أو رأس حربي عادي وإصابة هدفه على بعد 1500 كيلومتر، دون أي تعليق من البيت الأبيض، هذا الإعلان من قبل الطرفين ليس إعلاناً ظرفياً أو لحظياً، وإنما ينم عن حجم البحوث المدعومة من قبل الحكومتين في هذا المجال، والمدى الزمني المعمول عليه في هذا الإطار، ومع استمرار عوامل التوتر الداخلية واستغلالها خارجياً من قبل الولايات المتحدة الأمريكية في أجندتها ضد الصين، يصبح التوجه نحو إطلاق سباق تسلح نوعي بين الدولتين ليس إلا مسألة الاعتراف ببدايته، ما يشكل بالنتيجة مزيداً من الاصطفافات الخطيرة في القارة الآسيوية والتي ستؤدي إلى اضطرابات عميقة ترتد على الأمن الآسيوي ككل، وسيدفع بالضرورة إلى نموذج جديد من سباقات التسلح البينية في آسيا ومنها في الشرق الأوسط، وهو الأمر الذي سيضغط على كل اقتصاديات البلدان الكبرى في هذه القارة نحو المزيد من الإنفاق الأمني، بالتالي خلق مناخ ضاغط على مشاريع التنمية المستدامة ومناسب لأي أزمة جيوسياسية قد تشعلها واشنطن في آسيا الوسطى لمواجهة خصومها الكبار (الصين أو روسيا).