web analytics
مقالات

ما لذي ألغى ساعة صفر العدو!

مهد العدو الصهيوني لساعة صفر صفقة القرن بالتحليق فوق غزة لمدة ٤٨ ساعة بعد أن أوقع ٣٣٠٠ جريحاً و١٣٠ شهيداً في رسالة للفلسطينيين والعالم تمهد لمجازر المستقبل والدفعة الأولى من الهلوكوست المزمع تنفيذه لتهجير شعبنا بغزة في معركة متدرجة تتطور بعد ارتكاب مجازر مروعة تدفع أهلنا بغزة للهجرة بإعداد كبيرة حتى إفراغها تماماً، بعد أن اعلن نظام السيسي عن نيته فتح معبر رفح طيلة شهر رمضان ” كبادرة إنسانية ” تخفي في طياتها مشروع توطين المهجرين، وقد سبق ذلك تدفق قطعان داعش بالريموت الأميركي إلى جزيرة سيناء ليجد “نظام السيسي” مبرراً للبدء (بإخلاء سينا من سكانها) بذريعة تطهيرها من الإرهاب بينما في الواقع كان بغرض إخلائها من سكانها لتوطين الفلسطينيين بالأماكن المعدّة بها والمحاطة بالأسلاك الشائكة والبدء بتنفيذ صفقة القرن، كما أغرق الأردن بأزمة قانون الضريبة الذي يعتبر أداةً للسرقة والنهب تطال كلّ اردنيّ بلغ الثامنة عشر فما فوق إضافة لباقي مكونات المجتمع الأردني في حالة نادرة من استهداف مستقبل الأردن بأكمله بالتفكك والهجرة والأحجام عن المشاركة بمعارك البناء وبسوق العمل ولو بحده الأدنى لو توفر ، وبقصد البدء بتفكيك الأردن لخلق بؤرة توتر في الخاصرة السورية الجنوبية وللتمهيد لانخراطه بالصفقة ,  والذي أجج حالة احتجاجات وخلق حالة تضامن أردنية غير مسبوقة رفضاً للمشروع المشبوه الذي سيعمل على نهب وسرقة الكادحين الأردنيين ويهدد جيل الشباب المقبل على الحياة بأكمله ويجهز على البقية الباقية من البنية الاقتصادية والاجتماعية ، ويغرق الأردنيين بمناخات الأزمة.

أصبح الأردن خارج سياق معركة غزة تماماً منشغلٌ بلقمة الخبز والمصير المهدد الذي تقدم على الاهتمامات بما يجري بفلسطين وسورية، كما انشغلت سلطة أوسلو بمرض عباس – المزعوم ربما – ليجري تنفيذ المحرقة والمجازر الصهيونية دون تحميل السلطة تبعاتها – ومسؤولياتها المفترضة وإيجاد الذريعة بحالة انعدام الوزن التي تسبب بها المرض المزعوم لعباس.

تزامنت ساعة الصفر مع نية الجيش السوري تطهير جنوب سورية وهي الخطوة التي تؤرق العدو وتسبب له الرعب فقد كانت المؤامرة على المقاومة اللبنانية والعراق وسورية وإيران مسبوقة بكامب ديفيد وأوسلو ووادي عربة بقصد كسر المقاومة والإطاحة بها وتأمين الحدود الشرقية لفلسطين المحتلة -حدود العدو بالجولان – بشريط عازل على غرار “كيان لحد” و”سعد حداد”.

وها هو المشروع والخطوط الصهيونية الأميركية الحمراء تتهاوى وسورية تتطهر من الإرهاب، لذا فقد كان أحد أغراض إعلان ساعة الصفر تشتيت جهد محور المقاومة ومنعه من تنفيذ مهمته بتطهير الجنوب -وهو ما فشل-، كانت المفاجئة الاستراتيجية بالجهوزية العالية للمقاومة الفلسطينية بغزة والتي ردت على العدوان برشقات من الصواريخ التي استهدفت محيط غزة وأحدثت حالة من الإرباك والفزع داخل الكيان الصهيوني “ولدى الكابينت” مجلس حرب العدو  وخصوصا” أن العدو  لم ولن ينسى دك المقاومة لتل أبيب وإغلاق مطار بن غوريون وعزل الكيان الغاصب عن العالم  مما اضطره لوقف العدوان وطي ملف ساعة الصفر وصفقة القرن ولو إلى حين، لقد أدركت المقاومة بغزة بعد تحليق الطيران الصهيوني لمدة ٤٨ ساعة فوق غزة وبعد إيقاع المجازر وهذا العدد المرعب من الشهداء والجرحى أن الخطوة القادمة هي المعركة التي تهدف إلى ارتكاب المجازر التي ستفوق ما حدث بقصد ترويع الجماهير واضطرارها للهجرة كما صرح بذلك إفرايم هيلفي رئيس الموساد السابق ورئيس مجلس الأمن القومي الذي سبق وطالب بإبادة جماعية وهولوكوست بغزة، فوحدت المقاومة صفوفها وأعدت أسلحتها ومرتباتها للمعركة والمواجهة المقبلة وأعدت خطة لإيقاع ضربات منتقاة تحدث أذى نوعي موجع للعدو لكبح جماحه وكسر إرادته ومنعه من تحقيق وإنجاز مهمته، كان العمل بسرية تامة عبر عن قصور استخباري صهيوني لافت وعجز عن استثمار حالة الأزمة الاقتصادية والحصار المطبق وقطع الرواتب والحرب التي اعلنها عباس لدرجة أن احد أقطاب السلطة طالب بمنع الهواء عن غزة بقصد تركيع شعبها ونزع سلاح المقاومة لتنفيذ الدور الذي أنيط بعباس وزمرته للبدء بتنفيذ صفقة القرن، وكانت شراسة العدو وشهية القتل وارتكاب المجازر سبباً في رص صفوف المقاومة وتوحيد قواها والعودة لخيار الكفاح المسلح السبيل الوحيد للمواجهة ورد العدوان وتحرير فلسطين، إنّ قصد العدو من العدوان استثمار الأزمة الأردنية المفتعلة وحالة انعدام وزن سلطة أوسلو وانشغال الجيش السوري ومحور المقاومة بمعاركه ضد الإرهاب الأميركي الصهيوني الوظيفي فجوبه بصمود وجهوزية المقاومة وردها الحازم الحاسم ووضعه أمام حقيقة عجزة عن كسر غزة وانه بصدد مجابهة محور المقاومة بأسرة ، واصبح العدو بين فكي كماشة محور المقاومة بشماله والمقاومة الفلسطينية الموحدة الصفوف بجنوبه وجبهته الداخلية بحالة مهلهلة مفككة وبأزمات من تهم الفساد تطال نتنياهو وارتداد لكل هذه الأزمات بعد محاولته تصديرها، في تصريح “لايتان كامبل” عضو الكنيست سخر من تهديد العدو (ايزنكوت) الصهيوني للجمهورية الإسلامية الإيرانية قائلاً تهددون ايران على بعد ١٦٠٠ كم في الوقت ذاته الذي تعجزون به عن مجابهة بضعة آلاف من المسلحين على بعد ١٦٠٠ متر.

*العميد ناجي الزعبي ضابط متقاعد في الجيش العربي الأردني /عمان ٢/٦/ ٢٠١٨

 (المقال والآراء الواردة فيه تعبر عن وجهة نظر صاحبها.. ولا تعبر بالضرورة عن رأي المركز)

مقالات ذات صلة

إغلاق