تقدير مواقف
تقدير موقف: إسرائيل في الملعب الجوي اللبناني – ضياع الهدف
في الوقت الذي تخطط واشنطن لعرقلة الحل السياسي في سورية وإبقائها كساحة مواجهة دولية، تطل إسرائيل من مؤسستها العسكرية كذراع تنفيذي لهذه المخططات بذريعة حماية أمنها القومي المزعوم، حيث شملت الغارات الأخيرة محيط العاصمة دمشق ووسط البلاد وحتى شمالها، والخطير في هذه العمليات العدوانية أنها تستخدم المجال الجوي اللبناني كركيزة للاعتداء على دول الجوار، في خرق واضع للقوانين والأعراف الدولية والذي يشكل القرار 1701 جزءاً منها، في ظل صمت لبناني يظهر لبنان في مظهر غير لائق، خاصةً مع تفاعله في العديد من الملفات الحدودية الشائكة مع الكيان، كحال الاعتداء الإسرائيلي ببناء الجدار الإسمنتي في رأس الناقورة.
إضافة إلى أن الغارة الاسرائيلية الحديثة تزامنت مع زيارة نتنياهو للهضبة السورية المحتلة، بحيث تهدف الحكومة الإسرائيلية إلى فرض مصالحها بالقوة في الملف السوري بعد رفض روسيا الاعتراف بشرعية الوجود الإسرائيلي في الجولان المحتل، رغم المحاولات الإسرائيلية المتكررة.
وفي ظل وجود اتفاقية “هامبورغ” لتخفيض التصعيد في الجنوب السوري بين روسيا وأمريكا 07/09/2017 تسعى إسرائيل جاهدة إلى الالتزام بالتفاهم الأمريكي خوفاً من خسارة دعم وشنطن، رغم معارضتها للاتفاق خوفاً من تثبيت المواقع العسكرية ضدها في المنطقة، بالتالي لا تجرؤ على استخدام المجال الجوي السوري كي لا تعطي ذريعة لتقدم القوات السورية والقوات الرديفة لتلامس خط وقف إطلاق النار مع العدو الإسرائيلي، وحتى لا تصبح الطائرات الإسرائيلية في مرمى صواريخ الدفاع الجوي السورية.
ما يشير بوضوح إلى أن صمت لبنان دولة وشعب ومقاومة سيحول الأجواء اللبنانية إلى باحة جانبية لسلاح الجو الإسرائيلي، ويتيح لإسرائيل الفرصة لاستمرار الانتهاكات ضد لبنان والتي من المحتمل أن تمتد إلى ملفات أخرى.
وفي حين تطالب دول المحور الغربي بضرورة نأي لبنان بنفسه تمارس عليه ازدواجية المعايير باستخدام أجوائه لتنفيذ أعمال عسكرية عدائية، ما يؤكد أن مفهوم النأي بالنفس المطلوب من لبنان هو مفهوم تقويضي يهدف إلى إضعافة وإسكاته ومنعه من ممارسة دوره في حماية مصالحه بالمنطقة.
من هنا يجب عقد جلسة طارئة للحكومة اللبنانية يخرج عنها تصريحات ذات طابع وطني ورسائل للأمم المتحدة، بعدها تخرج بيانات من الثلاثية الذهبية (الجيش و الشعب و المقاومة) تؤيد الحكومة اللبنانية و تتوعد بإستهداف الطائرات والرد بالأطر المناسبة على أي خرق للسيادة اللبنانية و مجالها الجوي .
الخميس 08-02-2018
مازن بكري