تقدير مواقف
تقدير موقف: جولة نتنياهو الأوروبية (إيران ثم إيران).. هل نجح؟!
تحميل PDF تقدير جولة نتنياهو الأوروبية
تلخيص
ضيف ثقيل على أوربا.. زيارة غير موفقةٍ في التوقيت والمواضيع، حيث بدأ نتنياهو جولة أوربية الاثنين (5/6/2018) تشمل لندن، باريس وبرلين.
7/6/2018
جولة نتنياهو الأوروبية (إيران ثم إيران).. هل نجح؟!
بدايةً، “إسرائيل” حليفٌ رئيسيٌّ خارج الناتو اختصاراً “MNNA”، ورغم التوسع في علاقات “إسرائيل” مع منظمة شمال الأطلسّي وأخرها الاشتراك في مناورات “عدائية” على حدود روسيا الغربية، إلاّ أنّ خلافاً كبيراً برز في علاقات الطرفين تجلى في تصريح أمين عام حلف شمال الأطلسي (ناتو) “ينس ستولتنبرغ” أنّ الحلف لن يُقدم على مساعدة إسرائيل دفاعياً في حال هاجمتها إيران، لذلك توضع هذه الزيارة في إطارين أساسيين: الاطار الأول اختبار “إسرائيل” لحقيقة النوايا الأوربية بشأن البرنامج النووي الإيراني وليس فقط الاتفاق النووي الإيراني (اتفاق فيينا) مع ظهور الخلاف العميق بين الاتحاد الأوربي والولايات المتحدة حول استمراريته ووجوب احترام القرار الدوليّ(2231) الذي انتهكته واشنطن، والإطار الثاني جسّ نبضٍ “إسرائيليّ” لطبيعة النوايا الأوربية لمستقبل “صفقة القرن” بعد اكتمال عناصرها في المخطط الأميركي/الخليجي، فهل ستقف أوروبا مع الولايات المتحدة في موضوع القدس واللاجئين الفلسطينيين في محاولة التصفية النهائية لهذين الملفين؟، حيث تخشى حكومة نتينياهو من الموقف الأوربي سيما مع موقفٍ “شبه موحد” لدول أوروبا حول رفض نقل السفارات إلى القدس المحتلة أسوةً بالموقف الأميركي، ولو أخذنا خطورة الهجمات العدائية “الإسرائيلية” على سورية والحرب الدعائية الكبيرة التي يشنها الإعلام العبريّ على التواجد الإيرانيّ في سورية يمكن معها تنبؤ هدف نتنياهو الحقيقيّ من هذه الزيارة وهو جسّ نبضٍ إسرائيليٍّ لموقف أوروبا (الفعليّ وليس السياسيّ) فيما اذا قامت حكومة العدو الإسرائيليّ بشنّ ضرباتٍ على البرنامج النووي الإيراني! ومن جهةٍ أخرى لا يمكن إهمال الاعتبار الاقتصاديّ لهذه الزيارة وهي تقديم أوراق اعتماد خط غاز شرق المتوسط (أيست ميد) من شرق المتوسط إلى قبرص إلى اليونان وأفاق هذا الخط في ظلّ إصرارٍ ألمانيّ على خط السيل الشمالي2 وإصرار دول شرق وجنوب شرق أوروبا على خطي غاز (السيل التركي وخط (تاناب- تاب) العابر للأدرياتيكي أحد تحديثات مشروع نابوكو (المصغر)، بما يضع هذا الخط الاقتصاديّ في منافسةٍ اقتصاديةٍ وسياسيةٍ مع باقي المشاريع الطاقوية… بالمجمل يمكن القول إنّ الزيارة (مبدئياً) فشلت في تحقيق أهدافها المباشرة الخاصة بموضوع (هدم) الاتفاق النووي الإيراني، ولكنها يتوقع أن تشكّل صدوعاً في الرؤية الأوربية قريباً وهو ما قد يدفع الاتحاد الأوربي إلى الضغط على إيران أكثر بموضوع “تقليص” التواجد “الاستشاري” في المنطقة كشرطٍ سياسيّ أوربيّ على الجمهورية الإيرانية للاستمرار الأوربي في الوقوف في وجه إدارة ترامب ونتيناهو في آنّ للحفاظ على اتفاق فيينا النووي.
وانطلاقاً من إمكانية الضغط الأوربي على ايران بمسألتين الأولى مسألة الصواريخ البالستية الإيرانية والمسألة الثانية التواجد ” الاستشاري” الإيراني في المنطقة، يمكن وضع قرار الجمهورية الإسلامية الذي أعلنه بهروز كمالفندي، نائب رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، “أن طهران مستعدة لتسريع عملية تخصيب اليورانيوم إذا ما انتهكت واشنطن الاتفاق حول النووي الإيراني”، وبالتالي هذا الإعلان هو رسالة جوابية إيرانية من جهة “إذا لم يتم تمديد نظام رفع العقوبات باعتبار ذلك سيكون انتهاكا لخطة العمل الشاملة المشتركة”، ورسالة استباقية تحذيرية لأوروبا من جهة أخرى اذا تساهلت دول اتحاده مع مطالب نتينياهو.