تحليل أزمات
مقاربة التكاليف الغارقة-فرضية الدم.
تحميل التكاليف الغارقة بصيغة PDF
يمكن استخدام هذه المقاربة، لفهم التحولات المفاجئة في السياسات الخارجية لبعض الدول، نفهم من خلالها، سلوكين، أحدهما عقلاني، والثاني غير عقلاني:
- الأول: سلوك الانسحاب من صراع، والدخول في مفاوضاتٍ مع الدولة المستهدفة، ومرده تخوف الدولة المنسحبة من الدخول في مغالطة استبداد تكاليف الغرق.
- وكذا الأمر يمكن فهم تبني أهداف أكبر من طبيعة الصراع وتحميله مالا يحتمل، وهو بعكس سلوك الانسحاب، وهي التغطية على التكاليف الغارقة بفرضية الدم.
التكاليف الغارقة (sunk cost) هيّ تكاليف تم تكبدها بالفعل ولا يمكن استردادها، وتحدث مغالطة التكلفة الغارقة لأننا لسنا صناع قرار عقلانيين تمامًا وغالبًا ما نتأثر بمشاعرنا، تعني مغالطة التكلفة الغارقة أننا نتخذ قرارات غير عقلانية لأننا نأخذ في الحسبان تأثيرات أخرى غير البدائل الحالية، تؤثر المغالطة على العديد من المجالات المختلفة من حياتنا مما يؤدي إلى نتائج دون المستوى الأمثل، لذلك لا ينبغي أن يكون عاملاً في صنع القرار الحالي لدينا، لأنّه من غير المنطقي استخدام التكاليف غير القابلة للاسترداد كأساسٍ منطقيٍّ لاتخاذ القرار الحالّي، إذا تصرفنا بعقلانية، فسيتم أخذ التكاليف والفوائد المستقبلية فقط في الاعتبار لأنه بغض النظر عما استثمرناه بالفعل ، فلن نستعيده سواءٌ أكملنا القرار أم لا.
مغالطة التكلفة الغارقة هيّ الاعتقاد بضرورة إجراء استثماراتٍ إضافيةٍ في نشاط ما، وإلّا فإنّ الاستثمارات السابقة فيه ستضيع، هذا اعتقاد زائفٌ، لأنّه يشجع صناع السياسات على الاستمرار في مشروع أو سياسة معينة لا يوجد فيه عائد محتمل يمكن أن يسدد الاستثمار، تكشف النتائج عن عدم كفاية الربحية، لذا فإنّ الخيار المنطقيّ هو إغلاق المشروع، ومع ذلك، في ظلّ مغالطة التكلفة الغارقة، ستستمر في الاستثمار على أمل تحقيق ربحٍ مستقبليٍّ.
ترتبط مغالطة التكلفة الغارقة بانحياز الالتزام، حيث نواصل دعم قراراتنا السابقة على الرغم من الأدلة الجديدة التي تشير إلى أنه ليس أفضل مسار للعمل.
هناك أيضًا عاملان سائدان يميزان التحيز: الأول هو تقديرٌ مفرطٌ في التفاؤل لاحتمالية النجاح، ربما لتقليل التنافر المعرفي بعد اتخاذ قرار، والثاني هو المسؤولية الشخصية: عندما تكون مسؤولاً بشكلٍ شخصي، من الصعب عليك الاعتراف بأنك كنت مخطئًا.
لذي يُعترف به على أنه تحيزٌ معرفيٌّ دقيقٌ يميل إلى فرض استمرار خطة أو مسار عملٍ قائمٍ حتى في مواجهة الظروف المتغيرة.
فرضية سعر الدم الفرضية أو استبداد تكاليف الغرق، ترى أنّه كلما ارتفع مستوى الخسائر التي تتعرض لها الدولة، زادت أهدافها الحربية، على العكس من ذلك، فكلما قلّت الخسائر التي تكبدتها الدولة، قلّ احتمال توسيع أهداف الحرب.
في حربٍ يائسة، يتم تبني أهداف أكثر طموحًا لتبرير التضحية المتزايدة بالرجال والموارد والقيم الأخرى (مثل الرفاهية والحريات)، هذا هو طغيان التكاليف الغارقة.