تحليل أزمات
الأجسام الطائرة المجهولة في سماء الولايات المتحدة -سباق تسلحٍ جديدٍ في الستراتوسفير.
تحليل حدث
الأجسام الطائرة المجهولة في سماء الولايات المتحدة -سباق تسلحٍ جديدٍ في الستراتوسفير.
أصدر البنتاغون ووكالات المخابرات الأمريكية تقريرًا في حزيران 2021 وكان أخر تحديث له أذار 2022 عن مئات “الظواهر الشاذة غير المعروفة”، والمعروفة باسم الأجسام الطائرة المجهولة، ومن بين 366 حادثةٍ تم فحصها في التقرير، تم وصف 163 حادثة بأنها “بالونات أو أشياء تشبه البالونات”.
منذ أن أسقط صاروخٌ أمريكيٌّ منطاداً صينياً في 4 شباط 2023، حدث تسلسلٌ متسارعٌ خلال أسبوعين من تاريخه تضمن قيام الطائرات الأمريكية بإسقاط أجسامٍ مجهولةٍ فوق المجال الجويّ الاميركي في ثلاث مواضع على الأقل، ألاسكا، وفوق شمال كندا، وآخر فوق بحيرة هورون، كانت هذه الأشياء الثلاثة الأخيرة أصغر بكثير من المنطاد الصيني ولم يعلن البنتاغون كونها مناطيد، واستخدمت الولايات المتحدة بديلاً لذلك مصطلح UFO للحديث عن الأجسام الطائرة المجهولة، وهو مصطلحٌ استخباراتيٌّ أميركيٌّ لوصف الطائرات التي لا يسهل التعرف عليها أو شرحها، قد تشكّل هذه الأجسام أكثر من مجرد خطر استخباراتي، فقد ورد أن الطائرة التي أُسقطت فوق ألاسكا كانت تحلق على ارتفاع حيث كان من الممكن أن تشكل تهديدًا للطائرات التجارية، والمؤكد أنّ الأجسام المجهولة ليست مركباتٍ فضائيةً على الرغم من أنّ أحد كبار جنرال القوات الجوية الأمريكية رفض استبعاد هذا الاحتمال بشكل قاطع، وهذه السردية الأميركية مستمرةٌ منذ أربعينيات القرن الماضي عن وجود كائناتٍ غريبة، تحدث بها على الأقل خمس رؤساء أميركيين دون إثبات، جورج دبليو بوش في برنامج حواري تلفزيوني قال إنّه لن يكشف عن أيّ شيءٍ قيل له حول هذا الموضوع كرئيس، حتى لابنته الفضوليّة، كما أعن بيل كلينتون في زيارة إلى إيرلندا الشمالية عام 1996 أنّ سلاح الجو الأمريكي استعاد جثث غريبة، وأيضاً تحدث جيمي كارتر عن لقاءه الوثيق بجسمٍ مضيءٍ يحوم حوله والذي تغير من اللون الأزرق إلى الأحمر في العام 1969 ، قبل عام من انتخابه حاكمًا لجورجيا، كما أنّ هاري ترومان تحدث عن الظواهر الجوية غير المبررة حين كان القائد العام لسلاح الجو الأميركي.
لماذا بدأت الحكومة الأميركية فجأة في اكتشاف الأجسام الجوية الغامضة؟
قد يكون أحد أسباب اكتشاف أجسامٍ مجهولةٍ “UFO” من قبل قيادة الدفاع الجويّ لأمريكا الشمالية (نوراد-NORAD)) في الآونة الأخيرة هو تعديل مرشحاته (راداراته ووسائط الرصد الجوي) لتحديد الأهداف بطيئة الحركة التي تعمل فوق ارتفاعٍ معين، بعد حادثة المنطاد الصينيّ شباط 2023، من خلال إعادة ضبط ما يعرف ببوابات السرعة لتضمين السرعات المنخفضة بدلاً من تصفيتها.
سباق تسلح في الستراتوسفير (Hypersonic).
اتهمت الولايات المتحدة الصين أنها تدير برنامجًا واسعًا للمراقبة العسكرية بواسطة المنطاد في السنوات الأخيرة، والذي طار فوق عشرات البلدان حول العالم بالإضافة إلى التوغلات السابقة في المجال الجوي الأمريكي، وهذا الادعاء فتح النقاشات مجدداً حول أبحاثٍ عسكريةٍ لمحاولة تطوير أسلحة جديدة، تسمى بالطائرات الشراعية التي تفوق سرعتها سرعة الصوت، تحلق هذه الأسلحة في الستراتوسفير، تجريها الولايات المتحدة وكذلك الصين وفرنسا وربما روسيا، طبعاً المعارف العامة قليلةٌ جداً عن الستراتوسفير من حيث التكوين ومن حيث الرياح التي تدور، والمرجح أن أغلب هذه الأجسام المجهولة هيّ جزء من تلك الأسلحة الشراعية (Hypersonic)، والتي ستفتح سباقاً للتسلح في هذا النوع الجديد من الأسلحة.