تقدير مواقف
وثيقة الموساد والسيناريوهات البديلة للحرب
يطرح الكيان إمكانية بتنفيذ عملية (ترانسفير قسري) كاملة لأكثر من 2.3 مليون شخص في غزة إلى سيناء، وهو برأيهم الأفضل من بين ثلاث استراتيجيات بديلة للتعامل مع مستقبل الفلسطينيين الذين يعيشون في غزة، وفي وثيقة نشرتها وسائل إعلام الكيان، فإنّ إسرائيل ستعمل على إجلاء السكان المدنيين أولاً إلى مدن الخيام بعد فتح ممر من شمال القطاع إلى جنوبه،، ومن ثم إلى المدن الدائمة التي سيتم إنشاؤها في شمال سيناء، وتضمنت الوثيقة، التي نُشرت في 13 تشرين الأول/2023، إنشاء منطقة عازلة “معقمة” بعرض عدة (3-7) كيلومترات داخل مصر وعدم السماح بعودة السكان بالقرب من الحدود الفلسطينية.
البحث (إسرائيلياً) في السيناريوهات البديلة للحرب.
“الكيان الإسرائيلي” يبحث في سيناريوهاتٍ بديلةٍ لحربٍ واسعة في غزة وفق مراكز بحثية غربية، وربما لاحقةٌ على الحرب في مرحلة ما بعد التعثر البريّ.
الخيار الأول: التحول في السلطة، بمعنى ستعمل “إسرائيل” بالاشتراك مع أصدقاء إقليميين وعرب لها، على استبدال حماس بكيانٍ سياسيٍ آخر، بمعنى تمهيد الطريق أمام العودة التدريجية للسلطة الفلسطينية، التي طردتها حماس من غزة في عام 2007.
وتسيطر السلطة الفلسطينية حالياً على أجزاء من الضفة الغربية، ولكنّها ضعيفة هناك، وسيكون إقناعها بالعودة إلى غزة أمراً معقداً للغاية.
الخيار الثاني: التدويل، تدويل الحل في غزة (غزة تحت الوصاية الأممية)، وهنا يقدم المجتمع الدولي برأيهم حلاً مؤقتاً، كما فعل عندما أدارت الأمم المتحدة كوسوفو بعد انسحاب القوات الصربية في عام 1999.
الخيار الثالث كيان أهليّ محليّ، تبحث “إسرائيل” في خيارٍ آخرٍ يتمثل في إنشاء (إدارةٍ ذاتية) يديرها رؤساء بلديات غزة والقبائل والعشائر والمنظمات غير الحكومية، بمشاركة مصر والولايات المتحدة والسلطة الفلسطينية ودول عربية أخرى، بمعنى إنشاء دولةٍ من دون سيادةٍ أو تقرير مصير.
وهنا تجدر الإشارة إلى أفكارٍ إقليميةٍ متقاطعةٍ.
الضامنين للسلام والأمن (تركيا): فكرةٌ طرحتها تركيا يكون فيه ضامنون للأطراف من أجل إحلال السلام الدائم، وهذه الفكرة بالطبع تصب في خدمة إسرائيل واحتواء أيّ مقاومة في غزة مستقبلاً.
الدفاع الإقليمي الجماعي (فرنسا): فكرة طرحتها فرنسا لتشكيل تحالفٍ إقليميٍّ ودوليٍّ لمحاربة مجموعات المقاومة تحت ذريعة الحرب على الإرهاب.
ختاماً: يقدر المركز أنّ هذه الطروحات ما تزال في إطار (إدارة الوقت) في ظلّ عدم اليقين الاستراتيجي، بانتظار حسم الخيارات على الأرض، فالمعركة مازالت في بدايتها والجبهات لم تفتح بعد (كليّا)، ومسألة الترانسفير تحسمه بدرجةٍ كبيرة: نتائج المقاومة في الميدان، موقف دول المقاومة، ومدى استعداد مصر لفكرة سيناء وطن بديلٍ.